«دسترة» الفصل والتمييز العنصريين

«دسترة» الفصل والتمييز العنصريين

المغرب الرياضي  -

«دسترة» الفصل والتمييز العنصريين

بقلم : عريب الرنتاوي

لا معنى لقانون «القومية اليهودية» الذي أقره الكنيست بالأغلبية قبل يومين، سوى أن إسرائيل العنصرية أصلاً، قد قررت «دسترة» عنصريتها ... كل ما كان يصدر من تشريعات ويتخذ من سياسات وإجراءات في دولة الاحتلال، من «داخل» القانون وخارجه، كان ممهوراً بخاتم العنصرية والكراهية ... اليوم، تضفي إسرائيل، على كل ما سبق وسيلحق من هذه السياسات والإجراءات، طابعاً قانونياً، دستورياً ... اليوم، «تشرعن» إسرائيل عنصريتها الكريهة، غير آبهة بمجتمع دولي أو رد فعل عربي أو حتى مقاومة فلسطينية.

«دولة إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي»، و»حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود»... هكذا جاء في القانون، بما ينزع عن الفلسطينيين حقهم في تقرير مصيرهم فوق تراب وطنهم التاريخي ... وبما يخرجهم من جغرافيا المنطقة وتاريخها، التي لم تكون يوماً إلا لليهود، ولليهود وحدهم دون غيرهم، كما جاء في تعليقات نتنياهو وأضرابه.

إسرائيل، تحسم الجدل حول «يهودية» الدولة و»ديمقراطيتها»، وهو جدل استنزف جبالاً من الورق وجراراً من الحبر ... إسرائيل «يهودية أولاً»، وكل ما خلا ذلك، يندرج في سياق التفاصيل غير المهمة ... العنصرية مقبولة، إن كانت ضمانة «اليهودية»، والديمقراطية ملعونة ومنبوذة، إن كانت ستفضي إلى تجزئة «أرض الميعاد»، أو تؤول إلى دولة ثنائية القومية ... هذا الجدل حسم قانونياً، ولم يعد اللغط فيه أو حوله، سوى رجس من عمل المثقفين الحالمين.

ولأنه قد آن الأوان، لأن يُبنى على الشيء على مقتضاه، فإن اللغة العربية لم تعد لغة رسمية، وحدها «العبرية» هي لغة إسرائيل الرسمية، وستكون لهذا الأمر تداعياته على سكان البلاد الأصليين الذي سيطلب منهم نسيان لغتهم وثقافتهم وإرثهم، والانتقال من اللغة المكتوبة إلى اللغة المحكية، تماماً مثل الأقوام التي سادت وبادت في العديد من الدول والقارات.

و»القدس الكبرى والموحدة عاصمة إسرائيل إلى الأبد»... شكرا لسيد البيت الأبيض الأمريكي الذي كان سبّاقاً للاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها ... شكراً له، فقد جعل اليمين الإسرائيلي أكثر جرأة ووقاحة في التطاول على الحق الفلسطيني – العربي – الإسلامي – المسيحي في المدينة وفي الديار المقدسة على اتساعها.

ولأن الاستيطان «قيمة قومية سامية»، فإن الحكومة تعمل على :»تشجيع الاستيطان اليهودي في كل مكان في أرض إسرائيل»، لاحظوا «الاستيطان اليهودي»، فليس مسموحاً لغير اليهود، إنشاء المدن والبلدات، والعرب أصحاب الأرض الأصليين الذي طالما امتلكوا أكثر من تسعين بالمائة منها، لم يبق لهم سوى واحدٍ بالمائة من أرض آبائهم وأجدادهم.
و»الهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط» ... أما الفلسطيني فطريقه للهجرة ذي اتجاه واحد: من فلسطين إلى خارجها، أما العودة فمحظورة عليه... لتكتمل بذلك دائرة الاستهداف الإسرائيلي المنهجي المنظم، للشعار الناظم للعمل الوطني الفلسطيني: العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس... لم يترك «قانون القومية» أياً من هذه الأقانيم الثلاثة دون أن يصادرها ويستولي عليها ... لم يترك شيئاً البتّة للفلسطينيين.

يحق لنا في ضوء الصمت الأمريكي المريب والمتواطئ حيال «قانون القومية»، أن نعلن من دون تردد، ان هذا القانون العنصري البغيض، الذي «يرسّم» إسرائيل كدولة فصل وتمييز عنصريين، إنما جاء تجسيداً لصفقة القرن و»دسترة» لها ... لا شيء في هذا القانون، لم يسبق لدونالد ترامب وسفيره في إسرائيل ومبعوثة للشرق الأوسط، لم يعلنوا عن دعمه وتأييده بصور وأشكال شتى ... واشنطن على ما يبدو، قررت التخلي عن رعاية عملية السلام، إلى رعاية العنصرية والكراهية التي تطل برأسها الكريه من جنبات «الكنيست».

على أننا لن نكتفي بلوم واشنطن وتل أبيب، جرياً على عادتنا، فلولا الانقسام والهوان الفلسطينيين أولاً، لولا التفسخ والتفكك في الوضع العربي الرسمي والشعبي على حد سواء في المقام الثاني ... لولا نفاق المجتمع الدولي وازدواجية معاييره في المقام الثالث والأخير، لما تجرأ هؤلاء على الذهاب إلى هذا الحد من الغطرسة والوقاحة والعنصرية.

 

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«دسترة» الفصل والتمييز العنصريين «دسترة» الفصل والتمييز العنصريين



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 14:34 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

تتحرر وتتخلص من الأعباء الكثيرة والضغوط

GMT 14:39 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

تناقض ثم ارتياح يسيطر عليك حتى نهاية الشهر

GMT 10:04 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 2

GMT 01:58 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

جدول مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

GMT 18:03 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

حظوظ المغرب في مونديال 2026 تتوقف على كأس إفريقيا

GMT 22:05 2016 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

نادى الفيصلي يوافق على فسخ عقد حارس المرمى صالح

GMT 13:29 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منتخب الكرة
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
moroccosports moroccosports moroccosports
moroccosports

RUE MOHAMED SMIHA, ETG 6 APPT 602, ANG DE TOURS, CASABLANCA, MOROCCO.

Beirut Beirut Lebanon