غزة بين تكرار المأساة وتغيير السياسة

غزة بين تكرار المأساة وتغيير السياسة

المغرب الرياضي  -

غزة بين تكرار المأساة وتغيير السياسة

عبد الرحمن الراشد
لا نلوم ابن الشارع العربي لأنه في كل مرة تندلع أزمة يجلس كأنه يتفرج على فيلم جديد، في حين أنه يشاهد الفيلم القديم مكررا، لأنه يشاهده على أمل أن تتغير النتيجة عن الهزائم الماضية. غزة المنكوبة اليوم هي غزة المنكوبة أمس وما سبقها، فهل نيأس من أي أمل؟ الفلسطينيون في أقصى اليسار واليمين استجيبت دعواتهم لكن حظهم ليس عظيما بعد. حسني مبارك رحل، ومصر صارت تحكم بإخوانهم «الإخوان» مع هذا، النتيجة لم تتغير بعد. إسرائيل أمس وعدت بالعودة إلى اتفاق 2005 مقابل أن تتعهد حماس أن تكون شرطيا لإسرائيل في داخل قطاع غزة، وتتعهد بلجم كل الفصائل والقوى الفلسطينية التي تطلق الصواريخ عليها. وهذا سيعطي مؤشرا مهما لاحقا، قد يفتح نفقا مضيئا يؤذن بنهاية الكابوس الطويل من حياة الشقاء. الأمل بما وراء الاتفاق الموعود لوقف إطلاق النار، حيث يوجد احتمال بتبدل سياسي في التعامل السياسي والعسكري من جانب حماس وغزة، لتتحالف مع السلطة الفلسطينية في رام الله دون ضرورة العودة للحكم المشترك. النتيجة كيانان فلسطينيان برئاستين لكن بسياسة واحدة، وتأييد مصري. طبعا، مشهد اللحظة على الأرض لا ينبئ بالتغيير الذي نتحدث عنه، فقد بقي هو نفسه. المتحدث باسم حماس نفسه فوزي برهوم يذكرنا بنفس الحقيقة التي قالها قبل أربع سنوات «هذه الغارات مجزرة في حق الشعب الفلسطيني». الأخبار نفسها في تلك السنة، 2008، وإن اختلفت الأسماء، باراك أوباما، الرئيس الأميركي، اتصل بمحمد مرسي، الرئيس المصري لبحث وسيلة لوقف المعركة. إسماعيل هنية نفسه يدعو لما دعا إليه، لقمة عربية. الشيخ حمد، أمير قطر، يعقد قمة مصغرة دعما لحماس في القاهرة، هذه المرة برئيس وزراء تركيا ورئيس مصر، في عام 2008 عقدها في الدوحة مختصرة مع الرئيس بشار والقذافي من ليبيا والبشير من السودان. إسرائيل تطلق أسماء سينمائية على عملياتها، في عام 1982 سمت هجومها على جنوب لبنان «إصبع الجليل» وسمت عدوانها على غزة قبل أربع سنوات «الرصاص المصبوب»، والآن تسميها «عمود هاعنان» أي العقوبة الربانية على اليهود، لأنهم خالفوا تعاليمه، وتعتبرها عقوبة لفلسطينيي القطاع. مجلس الأمن نفسه اجتمع أيضا وانفض حتى بلا بيان، وفي تلك الحرب اجتمع تسعين دقيقة أيضا وانتهى بلا قرار. الأحداث قديمة إنما هل تلد هذه الأزمة نتيجة مختلفة؟ عسكريا لن تتبدل النتائج لأن ميزان القوة لصالح إسرائيل، أما ميزان الدعاية السياسية عربيا لن يقر بالهزيمة، وإن كانت الناس عادة تكتشف الحقيقة. نتذكر أن حزب الله ادعى أنه انتصر في معركته مع إسرائيل وأخفى عن الناس حينها أنه وافق على تراجع ميليشياته نحو ثلث مساحة لبنان، بعيدا عن الحدود مع إسرائيل. إنما كل الذين يسكنون هناك يعرفون أن النهر صار محرما على عناصر حزب الله عبوره، على الأقل في تلك الفترة. الجديد في حرب اليوم أن حماس، التي لم تكن تثق إلا في سوريا وإيران آنذاك، وإن خسرت حلفاء مهمين فهي كسبت حليفا أهم، هم إخوان مصر الذين في سدة الحكم اليوم. أعتقد أن مصر الجديدة تستطيع أن تغير قواعد اللعبة، تستطيع أن تكون الضامن لحماس أمام الإسرائيليين في اتفاقها الموعود، الذي أعلنت خطوطه العريضة أمس. وسيكون سهلا على حماس أيضا أن ترضى بأي اتفاق دون أن تتهم بخيانة قضيتها طالما أن الإخوان في مصر يدعمون تفاهمها الجديد. والأهم والجديد أن كثيرين، في واشنطن والعالم العربي أيضا، يريدون أن يعرفوا إن كانت غزة والقاهرة مستعدتين للدخول في سلام أوسع لاحقا، من خلال اتفاق اليوم لتكون غزة البوابة المفتوحة بعد أن كانت القطاع المحاصر. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

GMT 08:06 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

طوق النجاة لمباحثات الخرطوم

GMT 08:03 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

من قراءات الأسبوع

GMT 07:46 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 07:44 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

عيون وآذان (محمد بن زايد يعرف مصالح الإمارات)

GMT 07:42 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

قراءة نيابية في الموازنة قبل المجلس الدستوري

GMT 07:40 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الإيماءات الدبلوماسية لن تحل المشكلة الإيرانية

GMT 07:38 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إرهاب إسرائيلي يؤيده ترامب)

GMT 07:36 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

سعد الحريري ورفض الأمر الواقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة بين تكرار المأساة وتغيير السياسة غزة بين تكرار المأساة وتغيير السياسة



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 20:49 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 19:57 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 10:59 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يحاول تحصين بقاء حارسه بعقد جديد

GMT 04:22 2025 الأربعاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سيرينا ويليامز تثير الجدل حول إمكانية عودتها لملاعب التنس

GMT 23:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

فليك يؤكد تطور برشلونة ويثني على تألق لامين يامال

GMT 20:17 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعور بالنشاط يجعلك أكثر حيوية
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
moroccosports moroccosports moroccosports
moroccosports

RUE MOHAMED SMIHA, ETG 6 APPT 602, ANG DE TOURS, CASABLANCA, MOROCCO.

Beirut Beirut Lebanon