«الربيع العربي» يستعيد ديمقراطيته

«الربيع العربي» يستعيد ديمقراطيته!

المغرب الرياضي  -

«الربيع العربي» يستعيد ديمقراطيته

بقلم - حسن البطل

ضرب هذا "الربيع العربي" جمهوريات "العالم العربي" كافة، بدءاً من تونس، وختاماً في الجزائر، وجميعها كانت تحت حكم "العسكر" مباشرة أو مواربة. الجمهوريات العربية ست دول ونظم، منها ثلاث جمهوريات، هي: ليبيا، سورية، اليمن، رفعت شعوبها: "سلمية.. سلمية" وانتهت إلى احتراب أهلي.
ثلاث جمهوريات هي: تونس، الجزائر.. والسودان نجحت في البقاء سلمية، دون احتراب واقتتال أهلي، ودون تدخل خارجي عربي وإقليمي ودولي، كما في حالة ثلاث جمهوريات الاحتراب والخراب، بدأت باغتيال رئيسي ليبيا واليمن، وفيهما انشق جيشا البلدين واقتتلا، في حين انشقت عناصر قليلة في الجيش السوري. مصر حالة خاصة في هذا الربيع. الجيش المصري لم ينشق، لكنه استعاد الحكم بانقلاب شعبي ـ عسكري، بدأ في ساحة التحرير وانتهى فيها بمليونيته الأولى ضد "حكم العسكر والتوريث"، والثانية ضد حكم الإخوان. لم يهرب رئيسان متتاليان، لكن جرت محاكمتهما بعد سجنهما مدة متفاوتة.
قيل إن "الربيع العربي" تحول إلى خريف وشتاء إسلامي بعد مهده في "ربيع تونس" الديمقراطي، لكن ها هي الجزائر تستعيد له السلمية والديمقراطية، لتكون ثاني ديمقراطية في الجناح الغربي ـ الأفريقي من "العالم العربي".
ثلاث مرات في الأعوام 1967، و1973، و2011 استحق العالم العربي صفته العالمية، بعد هزيمة حزيران، وبعد حرب أكتوبر.. وأخيراً، بعد "الربيع العربي"، وإن لم يبرهن على صفته القومية كوطن عربي.
مع استقالة الرئيس الجزائري، بعد شهر ونيف من يوم الاحتجاج الشعبي، المتزايد والمتسع على ولاية خامسة للرئيس بوتفليقة، ثم استكمال ولايته الرابعة. سنلاحظ تراجعاً متدرجاً للنظام، وتصاعداً متدرجاً لاحتجاجات الشعب.. وفي الأخير، سحب الجيش ثقته بالحكم والنظام وبالرئيس، مسايرة لسحب الشعب ثقته بحكومتين انتقاليتين، اعتبرهما الشعب التفافاً فاشلاً على مطلبه المتصاعد من الاعتراض على ولاية خامسة، إلى الاعتراض على استكمال الرئيس ولايته الرابعة، بعد زهاء عشرين عاماً من ولايته الأولى.
الشعب الجزائري شعب فتي، كسائر الشعوب العربية، وتمردات الشعوب في "الربيع العربي" قادها الشباب، لكن الحالة الصحية المتدهورة، منذ خمس سنوات، للرئيس بوتفليقة، آخر رعيل من رؤساء عسكريين جاؤوا من "جبهة التحرير الوطني"، التي صارت حزباً، كانت شرارة البداية في الاحتجاجات المتصاعدة، من عدم أهلية الرئيس، إلى عدم أهلية النظام برمته.
عديدون خافوا على جزائر المليون شهيد، أن تتكرر عشرية سوداء، في تسعينات القرن المنصرم، ذهب ضحيتها زهاء 200 ألف قتيل، بعد فوز الإسلاميين في الانتخابات، لكن الجيش الذي قاتل الإسلاميين دون حسم اتعظ، والشعب الجزائري، حاد الطبع والمزاج اتعظ أيضاً، ولم يسقط في الاحتجاجات ضحية واحدة.
كان يمكن لرئيس أنهى "العشرية السوداء" بوفاق أهلي أن يتلافى انفجار الاحتجاج الشعبي لولا عزمه على ولاية خامسة، وربما لولا عجزه المتزايد منذ إصابته بجلطة دماغية، قبل خمس سنوات.
لكن، كان الرئيس هو الصورة والرمز، وكانت السلطة الفعلية في يد الجيش، بقيادة نائب رئيس الأركان، وبطانة من الفاسدين، لأن الرئيس كان، دستورياً، أو صورياً، هو قائد الجيش، كما كان هو قائد حزب جبهة التحرير الوطني، وفوق ذلك رئيس مجلس القضاء الأعلى، لكن تطور الاعتراض والاحتجاج الشعبي الجارف إلى صفوف حزب جبهة التحرير، ثم انضم إليه الأكاديميون والمحامون والقضاة.. وفي النتيجة تخلّى عنه الجيش، وتولّى نائب رئيس الأركان المصادقة على بيان استقالة الرئيس، قبل انتهاء ولايته الرابعة في 28 آذار الماضي.
سيحظى الرئيس المستقيل بـ "حسن الختام" ليس بصفته أطولَ مَن حكَم بلاده منذ الاستقلال، أو لكونه أنهى احتراب "العشرية السوداء" لكن سيحظى، على الأغلب، بجنازة رسمية لحياته، والأهم أن بلاده حظيت ببداية ربيع ديمقراطي جزائري فريد في "الربيع العربي".
بدأ ربيع سوداني قبل ربيع جزائري، وواكبه حتى الآن، وبدأ الرئيس السوداني العسكري عمر البشير، تراجعاً تدريجياً قد ينتهي إلى ربيع سوداني سلمي، إذا انصاع البشير إلى درس الجنرال سوار الذهب، الذي زهد في التمديد لرئاسته، وسلم الحكم إلى المدنيين، قبل انقلاب عسكر البشير عليهم ولدت ديمقراطية ثانية في الجناح الغربي من "العالم العربي" بعد ديمقراطية تونس، لكن أخذ مجلس التعاون الخليجي في التفكك في ممالك وإمارات وسلطنات الخليج، ذات الحكم العائلي ـ العشائري ـ القبلي المطلق، باستثناء الكويت، الوحيدة التي تجري فيها انتخابات ديمقراطية نسبية.
ختام ربيع الجزائر سيكون في نجاح انتخابات ديمقراطية ـ تعددية تطوي حكم العسكر ومعه جماعة حزب جبهة التحرير الوطني، إلى حكم مدني.

حسن البطل

GMT 08:06 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

طوق النجاة لمباحثات الخرطوم

GMT 08:03 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

من قراءات الأسبوع

GMT 07:46 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 07:44 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

عيون وآذان (محمد بن زايد يعرف مصالح الإمارات)

GMT 07:42 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

قراءة نيابية في الموازنة قبل المجلس الدستوري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الربيع العربي» يستعيد ديمقراطيته «الربيع العربي» يستعيد ديمقراطيته



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 18:56 2017 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

منير الحدادي ينتقل لآلافيس بنظام الإعارة

GMT 07:32 2022 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

الفيفا يتخذ إجراء بشأن "شيف الملح" في كأس العالم

GMT 14:27 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يصرف النظر عن صفقة ميسي

GMT 15:30 2021 الإثنين ,12 تموز / يوليو

الملك يبعث رسالة تهنئة لمكونات الرجاء الرياضي

GMT 19:16 2021 الثلاثاء ,06 تموز / يوليو

رسميا باريس سان جيرمان يتعاقد مع المغربي حكيمي

GMT 07:20 2021 السبت ,15 أيار / مايو

بيريز ينتظر القرار النهائي لزيدان
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib