المعرض الدولي للطلاق

المعرض الدولي للطلاق!

المغرب الرياضي  -

المعرض الدولي للطلاق

بقلم : رشيد مشقاقة

ها المعقول! ما الفائدة من تنظيم معرض دولي للكتاب! الزواج نصف الدين، وَلِمَنْ فَكَّر لَه في معرض له الأجر والثواب! البنية التحتية موجودة: الهَوادج والطبول والمزامير والحلل وأدوات الزينة والموارد البشرية من مغنين وراقصين ومزغردات وملكات جمال البوادي والأهازيج متوفرة بقدرة واحد أحد، فلم لا نُحْيي شعائر نصف ديننا الآخر!

الذين فكروا في الدفاع عن نصف ديننا الآخر في غِنَى عن المغامرة والمخاطرة دفاعا عن النصف الأول، فهو فريضة غائبة!

نحن أضعنا فلوسنا في معرض دولى للكتاب، هذا السيناريو الخادع، أو سينما الأطفال الذين يرتدون ثياب البوليس والقضاة وربابنة الطائرات والمهرجين، مِثلنا نحن خلال أيام المعرض لمَّا نتباهى بأثواب المثقفين: النظارات الطبية، والدقون الاصطناعية، والسبابة على الخد، “مولدٌ بلا حُمْص”، يقول إخواننا المصريون!!

والذين فكروا في إعداد معرض تجاري دولي للزواج لم يُخطِئوا، فالزواج أصبح مقاولة بامتياز، ولو امتلك قضاتنا جرعة من الاجتهاد القضائي زائدة لصرحوا بعدم اختصاص قضاء الأسرة النوعي في ملفاته وأحالوها على المحاكم التجارية في إطار تسيير المقاولات وصعوباتها، ولربما استأنسوا بتسمية هذا المعرض لتعليل الحكم القضائي القاضي بِرَفْعِ يدهم على نوازل الأسرة!

لا شك أن منظمي معرض الزواج قد لامسوا سمات العمل التجاري عند الإعداد، فالسرعة المفترضة في عمل الأصول التجارية أصبح لها محل في عقود الزواج، فتقلص العمر الافتراضي للزواج إلى أقل المدد، مصداقاً لقول إحدى المطلقات:

ـ العام الذي مضى حصلت على سِتّين ألف درهم متعة، أخشى ألا أحصل على مثلها خلال هذه السنة، فالمُطلق الجديد ميسور الحال!

ـ يقولون عن هَذَا القاضي إن يده سخية مع النساء!

وتوارى الاعتبار الشخصي في عقود الزواج، فأضحى مثل شركات المساهمة الخفية الاسم، لا عبرة إلا بالأموال والأسهم، ولعل المشرع تمثل ذلك عندما شرع المادة 49 التي كرست الطبيعة التجارية لعقود الزواج.

على أن لي عتاب على المنظمين فقط حول تسمية المعرض:

المعرض الدولي للزواج يعني أننا دافعنا بشجاعة عن نصف ديننا، وأرسينا عقود الأزواج على أسس ثابتة واستقرت الأسرة المغربية على أرض صلبة!

يعني أن قضاة الأسرة أصبحوا بدون عمل لخلو المحاكم من قضايا الطلاق والفسخ والتطليق.

يعني أن الزواج ميثاق غير محدود المدة ينتهي في جل الأحوال بوفاة أحد الزوجين، كما كان الحال لدى سلفنا الصالح!

يعني أن الأسرة المغربية لبنة المجتمع ساهمت في تربية الأولاد وبناء المجتمع!

يعني أن التأمينات الاجتماعية تُطِيلُ عمر الأسرة وتقيها من آفة الإفلاس والمرض والعجز وأدت رسالتها بامتياز!

هذا هو المعنى الذي ينبغي أن يفاخر به المعرض الدولي للزواج، على أن هذه أضغاث أحلام. وآمال ضائعة، فالمنظمون من التجار يقدمون أدوات الزينة والفرح الجماعي لسلاطين ووزراء الليلة الواحدة بشكل كرنفالي بهيج، وما أدراك، فقد يتفتّقُ الذهن على ابتكار وسائل تكنولوجية أكثر ذكاء للقاء بين الجنسين بعيدا عن خَاطِبات الحي، ولقد اختلط الأمر على أحدهم فسأل صاحبه قائلا:

ـ هل يعرضون النساء الراغبات في الزواج بالمعرض؟

وبكُلِّ أسف، فالتسمية الصادقة التي أقترحها هي “المعرض الدولي للطلاق”!، فقد ازدهرت تجارته بصدور مدونة الأسرة، وحققت نسباً عالية جدا على مستوى محاكم المملكة وحاز “التطليق للشقاق” سباق المائة متر بدون حواجز، وتزوجت الرشيدة وطلقت بدون علم ذويها، ومن النساء من تَزَوَّجْنَ وطُلِقْنَ لأكثر من مرة خلال السنة الواحدة، ومن الزوجات من عدن إلى علاقتهن الحميمية بأزواجهن دون تنفيذ حكم التطليق النهائي ولا تبليغه لبعضهم البعض!

ولو أن المنظمين فكروا في هذا الموضوع، لتأكد لهم أن الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله، لم يعد عمليا كذلك!

اجتهد أطرافه في اختلاق أسبابه الواهية، ولم يُثبطْ القضاء همة المقبلين عليه، فبارك لهم ذلك، واكتفى الخاسرون والخاسرات بما يحصلون عليه من مال زائل ليواصلوا مسطرته مع طلاق جديد!

أقترح على اللجنة المنظمة أن تستبدل تسمية المعرض الدولي للزواج إلى “المعرض الدولي للطلاق”، إن كان فات الأوان في هذا الدورة ففي الدورات المقبلة، وكل طلاق وأنتم بخير!

المصدر : جريدة اليوم 24

GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعرض الدولي للطلاق المعرض الدولي للطلاق



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 20:49 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 19:57 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 10:59 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يحاول تحصين بقاء حارسه بعقد جديد

GMT 04:22 2025 الأربعاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سيرينا ويليامز تثير الجدل حول إمكانية عودتها لملاعب التنس

GMT 23:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

فليك يؤكد تطور برشلونة ويثني على تألق لامين يامال

GMT 20:17 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعور بالنشاط يجعلك أكثر حيوية

GMT 23:08 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

كارلو أنشيلوتي يُعلنإن مصارحة الذات هي وراء تألق مبابي

GMT 03:23 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال السعودي يعلن مدة غياب نجمه البرازيلي نيمار

GMT 07:45 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أزمة إلياس بلحساني مع الوكرة القطري

GMT 20:39 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

إصابة جديدة بكورونا في الدوري المكسيكي

GMT 14:14 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
moroccosports moroccosports moroccosports
moroccosports

RUE MOHAMED SMIHA, ETG 6 APPT 602, ANG DE TOURS, CASABLANCA, MOROCCO.

Beirut Beirut Lebanon