لا يصلح العطار ما أفسده الزمن
أخر الأخبار

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

المغرب الرياضي  -

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

بقلم - توفيق بو عشرين

اجتمعت أحزاب الأغلبية، أول أمس، ووضع قادتها توقيعهم على ميثاق الأغلبية من أجل إحلال السلام بين مكوناتها، ووقف النيران الصديقة، واتفقوا على خمس قواعد لإدارة شؤون «الحكومة الهجينة»، وهي: التشاركية في العمل، النجاعة في الإنجاز، الشفافية في التدبير، التضامن في المسؤولية، والحوار مع الشركاء… كلام جميل على الورق، لكن، في الواقع، هناك شيئا آخر. كيف سيقنع سعد الدين العثماني عزيز أخنوش بوقف «الحملة الانتخابية» التي يخوضها من الآن، وهو يطوف المغرب لبناء آلة انتخابية machine électorale، حاملا معه برنامج الثلاث نقاط: التعليم، الصحة، والشغل؟ وكيف سيقنع الطبيب النفسي أعضاء حزبه بالسكوت عن انتقاد الحكومة ومكوناتها، وهم يرون أن «باما» جديدا يتشكل استعدادا لانتخابات سابقة لأوانها السنة المقبلة، على أكثر تقدير.. انتخابات ستمهد الطريق لطرد البيجيدي من رئاسة الحكومة، بعد إنهاكه وتقسيم صفوفه، وعرقلة عمل عمدائه في المدن والمجالس البلدية؟ هذه أسئلة وغيرها ستظل تحوم حول رأس العثماني ما بقي في رئاسة الحكومة، ولن ينعم الطبيب بالراحة يوما واحدا لأنه يقود حافلة فيها ركاب وجهاتهم مختلفة، ومقاصدهم مختلفة، ونياتهم متناقضة، وأجنداتهم متعارضة، ولن تقنعهم بلاغة ميثاق الأغلبية، ولا إنشائية جمله، بتغيير خططهم وأهدافهم.
مشكلة العثماني هي العثماني نفسه، فهو، إلى الآن، يتصرف كرئيس حكومة تصريف أعمال، يتحرك في رقعة صغيرة سياسيا، ولا يملك سلطة على وزرائه، ويعتقد أنه إذا مشى إلى جانب الحائط طوال الوقت، واعتمد سياسة التهدئة والتنازلات المتتالية، سينجح في مهمته، وسيقلل من خصومه، وسيمكث أطول مدة في مكتبه، فيما الحقيقة شيء آخر… كلما ضعف رئيس الحكومة، ازدادت مهمته صعوبة، وكلما قدم تنازلات عن اختصاصاته وعن سلطته، ترك فراغا سياسيا سيسهل على خصومه استغلاله لصرفه من الخدمة والبحث عن بديل جديد.
لنعطِ أمثلة بشأن هذا الحكم القاسي على رئيس حكومتنا، حتى لا يظن أننا نتحامل عليه أو نشوش على مساره… الأسبوع الماضي، عقد اجتماع في وزارة الداخلية على قدر كبير من الأهمية السياسية والمالية والتواصلية، حضره رؤساء الجهات الاثنتي عشرة والولاة والعمال، وترأسه وزيرا الداخلية والفلاحة، ولم يدع إليه رئيس الحكومة ولو لافتتاحه بآيات بينات من الذكر الحكيم، مع أن هذا الاجتماع كانت فوق طاولته ميزانية قدرها 56 مليار درهم، ستصرف في خمسة أوراش كبرى هي: الماء والكهرباء والطرق والصحة والتعليم في العالم القروي، الذي مازال يعيش في القرون الوسطى… قبل هذا، بقيت حكومة أبريل تعرج لمدة ثلاثة أشهر دون وزراء للصحة والسكن والتعليم والتكوين المهني، لأن الدكتور لم يستطع أن ينجز تعديلا حكوميا بسيطا تقوم به حكومات أخرى في ساعات أو أيام، على أكثر تقدير.
بسبب خطاب من 56 دقيقة لعضو في المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، اسمه عبد الإله بنكيران، قال لأخنوش إن جمع الثروة والسلطة مضر بالدولة، قامت القيامة، وقاطع وزراء الأحرار المجلس الحكومي، واجتماع الفريق الوزاري مع سكان الشرق لبحث أزمة جرادة، وهم، بذلك، لم يعاقبوا بنكيران على تصريحه، ولم يعاقبوا العثماني على صمته، بل عاقبوا 35 مليون مغربي ينتظرون من وزراء المالية والفلاحة والعدل والصناعة والتجارة والشبيبة والرياضة والسياحة أن يقوموا بمهامهم الدستورية، التي يتقاضون أجورا وامتيازات كبيرة من أجلها. وعوض أن يوقف العثماني «البيضة في الطاس»، وفاء للقسم الذي أداه أمام الله وأمام الملك وأمام الشعب، عمد إلى تبرير «خطيئة الأحرار» هذه بالقول إنهم كانوا في مهام حزبية أو خارج البلاد، أو اعتذروا عن عدم حضور اجتماع وجدة، رغم أن برنامج زيارة وجدة كان مقررا منذ أسابيع، وأسماء الوزراء الزرق كانت في برنامج الزيارة الذي أرسل إلى الصحافة والمنتخبين. أخنوش لم يتصل بالعثماني للاعتذار عن عدم حضور لقاء وجدة حتى انتهى الاجتماع في المساء، وبعدما راج في الإعلام خبر مقاطعة الأحرار اجتماع الوزراء في الشرق، ولاحظ أخنوش أنه في ورطة، وأن الرأي العام انقلب ضده، عندها فقط اتصل بالعثماني، وكلفه بتبليغ اعتذاره عن عدم الحضور للزملاء الوزراء، وعوض أن يقول سعد الدين الحقيقة أو يصمت، في أقل تقدير، بدأ يردد جملة: ‘‘لقد اعتذر الأحرار عن عدم الحضور لأسباب حزبية’’، دون أن يوضح ما إذا كانوا قد اعتذروا قبل الاجتماع أم بعد نهاية الاجتماع، والفرق بين الاثنين كبير، كما لا يخفى على مبتدئ في السياسة.
ليست لنا أوهام.. هذه الحكومة خرجت من خيمة أبريل مائلة، وستسقط قبل الوصول إلى محطة 2021، والله أعلم.

 

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن لا يصلح العطار ما أفسده الزمن



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 23:08 2023 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

نابولي يخطف فوزا صعبا من كالياري في الدوري الإيطالي

GMT 14:35 2023 الأربعاء ,10 أيار / مايو

صلاح يستغنى عن قميص ليفربول في إعلان جديد

GMT 23:23 2022 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برشلونة يغير خططه بشأن مستقبل لاعبه الفرنسي عثمان ديمبلي

GMT 17:20 2021 الأحد ,04 تموز / يوليو

سحب قرعة كأس العرب لكرة القدم تحت 17 سنة غدا

GMT 16:08 2021 الأحد ,16 أيار / مايو

تشكلتا الفتح الرباطي والمولودية الوجدية

GMT 05:58 2020 الأحد ,26 إبريل / نيسان

زياش سعيد بوضوح مستقبله مع تشيلسي

GMT 09:17 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مراد باتنا يشارك مع الإمارات في مواجهته ضد دبا الفجيرة

GMT 15:34 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة "شباب الحسيمة" تقرّر معاقبة ممرضي الفريق

GMT 13:54 2015 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

سائق "تورو روسو" ساينز يتعرض لحادث وينقل إلى المستشفى

GMT 14:30 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

زياش يعزز صفوف المغرب أمام الرأس الأخضر

GMT 14:33 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

لاعب ريفر بليت يعلق على شائعات انتقاله إلى ريال مدريد

GMT 03:23 2024 الخميس ,29 شباط / فبراير

رسميًا شيكابالا يٌعلن تجديد عقده مع الزمالك
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib