بقلم - الدكتورة عصمت حوسو
من المعلوم أن الحياة قاسية جداً، وهي أيضاً مَجْلَبَة للآلام والخيبات والمهمّات المستحيلة، يواجهها الإنسان بوسائل مسكّنة ثلاث لا غير بما أسميته هنا “ثالوث الهروب” للتأقلم في العيش مع قساوتها وكدرها..
لا مفرّ أمام الفرد في دنيا الوجع إلا الهروب نحو واحدة من ذلك الثالوث: فإما التوجه نحو “الإنجاز” بإرضاءات تعويضية “كالفنّ، والعلم، والعمل المنتج الدؤوب” وهي أفضل الوسائل. وإما التوجه نحو “الانحراف” والاعتماد على مواد وعقاقير مخدرة تُفقد المرء حساسيته وإحساسه اتجاه العالم والأشياء وهي الأسوأ على الإطلاق. وإما اللجوء إلى المهرب الأخير “الروحانيات” التي تعطي الحياة معنى وهدف في ذات الوقت..
ثالوث الهروب مردّه بالطبع إلى الثالوث الإنساني: “الفكر، الجسد، الروح”..
وهنا يفرض ضنك الحياة ووجعها على المرء مخرج للراحة؛ كإشباع الفكر بالإنجاز مثلاً، أو تخدير الجسد بالانحراف لا سمح الله ، وربما السموّ “بالأنا” بالروحانيات..
اختاروا أي مسار تريدون فحرية الخيار لكم دون أدنى شكّ؛؛ هنا فقط يبرز ثِقَل “الإرادة الحرّة” بامتياز...