العقل والهداف

العقل والهداف

المغرب الرياضي  -

العقل والهداف

محمد فؤاد
بقلم: محمد فؤاد

في مقولات الكرة «من يصنع الفريق هو المدرب ومن يصنع المدرب هو الفريق» ، ولكن عادة هناك استثناءات بالغة الأهمية في صناعة النتائج وروادها طبعا لاعبون استثنائيون مثل بيلي ومارادونا وميسي ورونالدو وغيرهم من رواد كل الأزمنة التي ثقل عن نجومية هؤلاء.

وعندما يتحدث عن ريال مدريد مثلا والتي صنعت مع زيدان خرافات عملاقة، كان بها عملاق يؤرخ للنتائج هو رونالدو كاستثناء جسد للريال تاريخا خرافيا، وبرحيله إلى اليوفي صنع مجدا هناك، لكن الريال سقطت في المحظور وأضحت بلا معنى وبلا القاب، وحتى بعودة زيدان لفك الجرح، لا زال الريال يعاني صعوبة إستحضار النتائج  في غياب هداف وصانع ألعاب، لكن وضع البارصا يختلف بالمضاد الذي يجعل المدرب فالفيردي يناقش فرضيات الخطة بالوجوه التي يختارها في قالب عقل مدبر وهداف من الطراز العالي أو هدافين في الخلف، والاستثناء هنا هو ميسي كمعبر رئيسي في صناعة النتائج هدافا وصانعا وموزعا للهدايا. 

 وسقت هذا الكلام طبعا لأن أي مدرب في العالم يتمنى أن يكون له صناع من الوزن الثقيل لإيجاد الحلول التقنية والمهارية والابداعية بالفطرة للوصول إلى النتيجة الحثمية، كما هو الحال لإيجاد هدافين موصوفين بفطرة العين على المرمى بلا خوف ولا ارتباك، ولكن بحرفية التهديف وبلا رحمة، والحديث عن هذا الموضوع يجرني إلى نفس التلقائية والإنطباع الموجود بالمنتخب الوطني الحاضر بتوابل ضئيلة من هذه الصناعة الخرافية والقناصة من قاتلي معنويات الحراس، ولكن بالقراءة المتأنية أجدني مضطرا إلى القول أن حكيم زياش (والتي كانت جريدة المنتخب هي التي قربت الزاكي من هذه الجوهرة بكل الطرق الإنفرادية والمتابعة لإستجلاب هذا النجم الكبير) هو صانع ألعاب من العيار الثقيل وبه يتحكم الفريق الوطني في صناعة النتائج وإن كانت تفتقد أصلا إلى هداف من العيار الثقيل كذلك.

 وزياش كما قلت وبخبرة ريادة أجاكس هو من صنع مجدها حتى الآن، وهو من أوصلها إلى المربع الذهبي لعصبة أبطال أوروبا، وبدونه لم تكن أجاكس لتصل إلى هذه العالمية أساسا لأنه سجل لها أربعة أهداف ومنحها تسعة تمريرات حاسمة في ذات العصبة مثلما صنع لأاجاكس هدافون بالأسماء الوازنة دون الاقتصار على هداف واحد، كما أن زياش اعتبر حتى الآن ظاهرة أجاكس في البطولة كهداف بخمسة عشر هدفا وبأحد عشر تمريرة سجلت جميعها. ولذلك ينجح أي مدرب في عمله وتوصيفه للخطة فيما لو كان له نجوم بهذا الشكل الذي يمنحك الثقة وخيار البحث عن الألقاب. 

 وعندما يتحدث عن الفريق الوطني المغربي بهذا الشكل من البحث عن صناع الحدث، لا بد أن يكون هيرفي رونار على بينة من هذا الكنز الذي بين يديه من مستوى زياش، ويتمنى أن يكون لديه نفس العيارات بالاندية الوطنية التي إفتقدت هذا اللغز من الفطرة الناذرة، وزياش مثلما أعطى لاجاكس هذا التوليف الأوتوماتيكي للإلقاب وأحلام عصبة الأبطال، أعطى أيضا للفريق الوطني مساحات رائعة من السخاء الفني والمهاري والتهديفي، ولكنه حاضر أيضا بفراسة الهدايا المفروض أن يكون لها هدافون كبار، والحالة هاته أن وزن الهدافين اليوم ليسو بدرجة عالية من الرعب كما هو الحال بين انفجار لغم عبد الرزاق حمد الله الذي أضحى اليوم هدافا تاريخيا للمغرب بالسعودية وفاق القنيطري البوساتي لما فوق 25 واخترق جدار 29 هدفا في البطولة السعودية، واثنا عشر في كأس الملك وهدفا آخر في عصبة آسيا، ما يعني أن هذا الرجل الذي ولد من أسفي أصبح اليوم من أثقل الهدافين المغاربة اليوم والمتواجدين بأوروبا والمغرب. 

 ولذلك عندما أقول أن مدبر الفريق الوطني اليوم هو العقل والهداف بمعنى وجود صانع أحداث في قالبين من السخاء المهاري والإمدادي، والهداف أيضا وقاتل كل الحظات من ظينة حكيم زياش، ومن عبد الرزاق حمد الله الذي كلما انتقد في ردة فعله لعدم تلبية نداء واجب القميص كلما زاد انفجارا لوضعه بالسعودية ويصبح رجل الارقام والمعادلات الصعبة. واليوم وإن كانت الضرورة ملحة في تحريك عجلة حمد الله، فعليه أن يقبل قدر اللحظة القريبة ربما لدخوله التاريخ من باب الدولية أكثر من البطولة السعودية لأنه مع زياش ومع أمرابط كجناح أيمن وبوفال كجناح أيسر وحتى مع أسامة الادريسي ومع بوصوفة، سيكون لحمد الله شأن كبير وقد تعلو الكوطة أكثر لأنه ضرب العصافير بحجر واحد فيما لو لبى نداء الوطن. وكأس إفريقيا ستكون بلا شك كأسا غالية نلعبها غدا بثوب البطل إن شاء الله.

ونهاية العقل موجود في زياش، بوفال، أمرابط، درار والادريسي وغيرهم والهداف هو حمد الله الثقيل في كل المعادلات التي تفوق بوطيب والكعبي وحتى النصيري نجم المستقبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقل والهداف العقل والهداف



GMT 16:25 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"كاف إقامة أمم أفريقيا 2023 في الصيف

GMT 14:14 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 18:32 2022 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن راشد يؤكد أن المستحيل ليس مغربياً

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أشرف حكيمي يلامس المجد على أرض مصر

GMT 16:33 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

هاري لم يتعرض للكسر وتنتظره مواجهة أخرى مع ريكو

GMT 01:41 2013 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فيلانوفا يقرر مصير فابريغاس مع "الكتالوني"

GMT 10:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

موجوروزا تعرب عن سعادتها بعد حصد لقب مونتيري

GMT 19:45 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

الجامعة الملكية المغربية تعقد جمعيتها العمومية في مراكش

GMT 02:59 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سائقو "فورمولا 1" يضعون شارات سوداء حدادًا على ضحايا باريس

GMT 19:28 2016 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

استئناف مواجهات بطولة القسم الأول لكرة اليد في جهة سوس

GMT 21:43 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

البشارات على بعد جولة من تصدر الدوري العربي للفروسية

GMT 11:18 2015 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

"الجيش" و"طنجة" يواصلان الصراع حول صدارة بطولة الطائرة

GMT 17:55 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

المغربية.. أول سائقة سباق في تاريخ فيراري

GMT 22:45 2015 الخميس ,06 آب / أغسطس

الألمانية كيربر تتقدم في بطولة ستانفورد

GMT 15:31 2018 الثلاثاء ,21 آب / أغسطس

ليون الفرنسي يُعلن ضمّ موهبة مانشستر سيتي

GMT 14:10 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

شنغهاي شينوا يستغني عن كارلوس تيفيز الأعلى أجرًا

GMT 01:27 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الحواصلي حزين لخروج "الفتح الرباطي" من بطولة "الكاف"
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib