جمرة الشغب  من يطفئها

جمرة الشغب .. من يطفئها ؟

المغرب الرياضي  -

جمرة الشغب  من يطفئها

بقلم - بدر الدين الإدريسي

ما دعا وزير الشباب والرياضة إلى اجتماع عاجل مع مختلف المتدخلين في الفعل الوطني، الهادف لمناهضة العنف وتجفيف منابع الشغب الرياضي، من أمن ودرك ملكي وأعضاء مكتب مديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورؤساء أندية ورؤساء عصب، إلا لاستشعاره بأن هناك خطرا يهدد السلم الرياضي، وقد تواترت أحداث الشغب، وبأن آلية التتبع المتوافق عليها في الإستراتيجية الوطنية المصاغة قبل ثلاث سنوات لمناهضة العنف داخل الملاعب، تفرض بالفعل وقفة جديدة للإفتحاص ولتقييم الوضع.
تذكرون أن أول شيء ناديت به تعقيبا على أحداث الشغب التي عصفت بديربي الشرق بين المولودية الوجدية والنهضة البركانية، وما تداعى من صور مقيتة في أعقاب الكلاسيكو بين الجيش والرجاء، هو أن تتحرك أجهزة المتابعة والرصد مجددا، لتضع على طاولة النقاش هذا الذي أشعل مجددا فتيل العنف داخل الملاعب، وتتخذ بشأنه قرارات ملزمة.
وبرغم أن لا بيان صدر عن هذا الإجتماع لحاجة استراتيجية اقتضاها التستر عن المخرجات، إلا أننا نستطيع استخلاص الكثير من الحقائق، أولها أن الحضور المكثف لرؤساء الأندية والعصب يضعنا في صورة أن المقاربة هذه المرة كانت من الزاوية الرياضية، لا القانونية ولا التربوية، وثانيها أن هذا العنف المتنامي داخل الملاعب بات يرتبط ارتباطا وثيقا بالدرجة المتدنية للحكامة الرياضية، وثالثها أن التدابير اللوجيستيكية، المرتبطة بأثمنة التذاكر وبالولوجيات وما إلى ذلك، والتي أجمعنا على أنها تستطيع أن تخفف من حدة الإحتقان، لم يتم الإلتزام بها في كل الملاعب الوطنية.
ومع يقيني الكامل من أن طريقنا لتغيير علاقة المتفرج بالملعب، ما زال طويلا وشائكا لكونه يرتبط ارتباطا وثيقا بالجانبين التربوي والسوسيولوجي، أي بثقافة المناصرة وثقافة حماية الملعب الذي هو بالأساس بيت ثان للمناصرين، فإنني أسجل للأسف الكثير من التراجعات في علاقة الأندية بمناصريها، والأمر لا علاقة له بالجانب الإيديولوجي المتحكم في ثقافة الإيلترات، ولكن له علاقة بالشرخ الكبير الذي يميز اليوم علاقات الأنصار أيا كان فصيلهم أو هويتهم أو حتى تعريفهم، بالنوادي والتي تحول كثير منها إلى خنادق موصدة ومنغلقة لا يصلها إلا من يسمح لهم بذلك، فلا تقيم وزنا لا للحوار ولا للتواصل، بل لا ترتبط بالجماهير التي هي الرأسمال الحقيق لهذه الأندية وأكبر سر من أسرار ديمومتها، بأي صلة من الصلات.
وطبعا عندما لا ترتفع الحكامة إلى المستويات الدنيا عند الأندية الرياضية، فلا يمكن أن نتوقع شيئا آخر غير التعارض في دعم الفريق، التعارض الذي يفضي في النهاية إلى ما نراه من تجاذبات قوية بين من يمسكون برقاب الفرق وبين من يقولون أنهم مناصرون لها، تعارض يسمح بالإنفلاتات كوجه من أوجه العنف في الملاعب الرياضية.
بالطبع تلزمنا المسببات والتمظهرات الجديدة لهذا الشغب، باتخاذ ما يلزم من إجراءات وقائية ومن ارتفاع لمنسوب الترقب والرصد، منها مراقبة تحركات الجماهير خارج قواعدها ومنها أيضا الحيلولة دون تدفق الجماهير على المباريات المشتعلة أو العالية المخاطر، إلا أن ما يجب التركيز عليه هو هذا العطب الكبير الذي يضرب اليوم الحكامة فلا يجعلها بالجودة التي يحتاجها تدبير وإدارة أندية كرة القدم.
وإذا ما كان البعض يتصور أن بإحداث الأندية لشركات رياضية، ستنتفي مظاهر الخلل في الحكامة، فهو خاطئ، ما دام أن كثيرا من رؤساء الأندية لا يرون في هذه الشركات الرياضية مخرجا من التدبير الهاوي واعتناقا للفكر المقاولاتي في التسيير، بل طوق نجاة لهم من حكم جماهيري عليهم ببطلان الصفة وبنهاية الخدمة.
هناك فرق بين أن يكون الإنتقال لنظام الشركات الرياضية بتحريض من قانون التربية البدنية والرياضة، لتحقيق منفعة رياضية لا تقبل بالمساومة، وبين أن نغري رؤساء الأندية بالمال من أجل تسريع إحداثهم لشركات رياضية، فالخوف كل الخوف أن يلقى نظام الشركات الرياضية ما لقيه قبله نظام الإنخراط، وكلاهما وضعه المشرع بكثير من النوايا الطيبة، فأصابه وابل من الخروقات، هي من صنع مكر ودهاء وخبث بعض المسيرين، أو لنقل بعض المتسلطين على الأندية.   

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمرة الشغب  من يطفئها جمرة الشغب  من يطفئها



GMT 16:25 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"كاف إقامة أمم أفريقيا 2023 في الصيف

GMT 14:14 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 01:07 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

جدول مباريات اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025 والقنوات الناقلة

GMT 17:08 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كاف يرشح الأهلي وبيراميدز للفوز بـ دوري أبطال أفريقيا 2026

GMT 08:40 2019 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

جيد حكما لمباراة إيطاليا وجزر سليمان في المونديال

GMT 08:44 2021 الأربعاء ,28 إبريل / نيسان

عودة التنس والجمهور في العاصمة مدريد

GMT 17:53 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من القمة إلى القاع...

GMT 20:12 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

تغريم الوداد الرياضي مبلغ 1500 درهم بسبب الإنذارات

GMT 09:53 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدرب سلة مصر يطالب بمواجهة منتخبات أوروبية
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
moroccosports moroccosports moroccosports
moroccosports

RUE MOHAMED SMIHA, ETG 6 APPT 602, ANG DE TOURS, CASABLANCA, MOROCCO.

Beirut Beirut Lebanon