بقلم: عبد اللطيف المتوكل
احاتاران اختار منتخب هولندا ومنطق الأشياء وعين العقل يفرضان علينا أن نحترم قراره، ونتمنى له كامل التوفيق والنجاح في مساره الرياضي.
ليس الأول ولا الأخير، فعلها آخرون، وهناك من فضل وطن المنشأ إما لعدم الاهتمام به، وإما لعدم احساسه بجدية العرض أو لشعوره بنوع من المعاملة الفاترة والباردة.
نحن أمام رياضة جماعية وليس فردية، والتاريخ أكبر شاهد على أننا لم نندم ولم نتحسر على أي موهبة تكونت في الخارج، بقدر ندمنا الشديد والمتواصل على مواهب الداخل التي تضيع بفعل التهميش والاقصاء وسوء التدبير، ليجد المجتمع المغربي نفسه يؤدي الكلفة غاليا باتساع مظاهر الانحراف...
أهم شيء في هذا الموضوع هو ألا تبقى جامعة كرة القدم محتارة إلى حد كبير في الكيفية التي ضاع منها لاعب عملت كل ما في وسعها لتغريه باللعب لبلده الأصلي بلد الجذور.
الاختيار عندما يتعلق بالوطن.. والانتماء والهوية لا يحتاج لكثير من الجهد والعناء والصعود والهبوط والمغريات.
يكفي الاتصال والتواصل والقدرة على الإقناع للحسم في قبول العرض أو رفضه.
الحضور للجنائز وكل أشكال الاستجداء والإغراء لاستقطاب مواهب الخارج توجه خاطئ ومقيت، ولم يكن في أي مرحلة وفي أي تجربة وسيلة مجدية لبناء منتخب وطني قوي.
التعامل مع اللاعبين يجب أن يتأسس على معيار المساواة وتكافؤ الفرص، سواء كانوا يعيشون خارج الحدود أو داخل الوطن.
ضعوا حدا لهذا التوجه اللامعقول، لأن الإنجاز المنشود لا يمكن أن يصنع بالاغراءات والهدايا والتمييز السيئ، ولكن بالعمل الجاد وروح الانضباط والالتزام والاحترام الواجب للوطن.