الراسينغ وسريع وادي زم تعالوا نكتشف القمم

الراسينغ وسريع وادي زم تعالوا نكتشف القمم

المغرب الرياضي  -

الراسينغ وسريع وادي زم تعالوا نكتشف القمم

بدر الدين الادريسي

لو سئلت عن أي المواسم حبست فيها الأنفاس لمعرفة من سيحظى ببطاقتي الصعود لبطولة الكبار، وأي مواسم القسم الثاني رفعت سقف الإثارة لحد الإصابة بالخبل، لقلت بلا أدنى تردد، هي بطولة الموسم الجاري، والتي أعلنت يوم السبت الأخير مع إجراء آخر دورات بطولة القسم الثاني كلًا من سريع وادي زم والراسينغ البيضاوي صاعدين للبطولة الاحترافية، لأخذ مكانة النادي القنيطري ومن ستسوؤه الأيام المقبلة من الأندية الخمسة المعنية بشكل مباشر ببطاقة النزول الثانية.

كثيرون يرون في المشهد الذي صاغته الأندية 16 التي نشطت الموسم المنتهي للقسم الثاني، نوعًا من الابتذال والضعف والوهن، مع أن الحقيقة التي لا يعلى عليها أن التقارب الكبير في المستويات هو ما طبع بطولة القسم الثاني هذا الموسم بتلك الخلطة العجيبة التي جعلت أندية تصعد إلى مواقع متقدمة وبمجرد تحصيل نتيجتين سلبيتين تزل بها القدم إلى مواقع أشبه ما يكون بالجرف الذي يرمي إلى جحيم الهواة، حدث أن أندية كنا نعلنها في الثلث الأخير من البطولة متنافسة على إحدى بطاقتي الصعود، وبعد خسارة أو خسارتين تصبح بقوة الأرقام أندية مهددة بالنزول، ولا أعتقد أن هذا السيناريو تكرر علينا كثيرًا في المواسم الأخيرة للقسم الثاني بذات السيناريو، باستثناء أن أول الصاعدين من بطولة القسم الثاني إلى البطولة الاحترافية في الموسم الماضي "2015ـ2016 "لم يكن أصلًا قد وصل للنقطة الخمسين، كما لا أوافق على أن تلك الصفة التي لازمت بطولة القسم الثاني هي تكريس لضعف المستوى ولعدم وجود أندية تحكم قبضتها على الصدارة وتسافر بعيدًا بالأرقام والمحصلات لتنتزع الجدارة والأحقية بالصعود.

وأعتقد جازمًا بأن الصورة التي صدرتها عن نفسها بطولة القسم الثاني في موسمها المنتهي، والتي تجعل من أول الصاعدين يصل بالكاد إلى الخمسين نقطة ومن النازلين معًا يصلان إلى النقطة 31، أي أن ما يفصل بين فريق يسعد بالصعود لبطولة الكبار وبين فريقين ينزلان منتكسين وحزينين لقسم الهواة 19 نقطة فقط، تلك الصورة تكشف عن نوعية التضاريس التي تحكم بيئة القسم الثاني، تضاريس وعرة بمسالك خطيرة وبمقومات فنية بالغة التعقيد، وكل من يتهدده النزول من قسم الكبار لرحاب هذه الفيافي، لا بد وأن يهيئ نفسه لمعاناة لا حدود لها، إن لم يتحملها إنهار وتراجع القهقري، ولربما بات مآله كمآل فرق عريقة كانت لها الكلمة الأولى في بطولة الكبار "شباب المحمدية، النادي المكناسي والنهضة السطاتية"، ويوم جنت على نفسها وهوت، كان الانهيار فظيعًا ومؤلمًا يمسح التاريخ ويدنس الماضي الجميل.

ولعل المشترك الكبير بين الفارسين اللذين تحديا بجلد وصبر نائبات الموسم وما أكثرها، غير النفحة التاريخية وغير العراقة والتأصل والراسينغ يحل بين الكبار في ذكراه المئوية للتأسيس، وسريع وادي زم يحقق الحضور الأول من نوعه في البطولة الاحترافية في الذكري التسعين لتأسيسه، غير الوشاح التاريخي هناك بالفعل حكمة بالغة في تدبير موسم الحلم الكبير، يهنأ عليها السريع الذي يتمكن في أول موسم له في القسم الثاني بعد الصعود من أقسام الهواة من قهر المستحيل، ويهنأ عليها الراسينغ الذي احترم الإرث والتاريخ، وأبدًا لم يضيع هويته كفريق له صفة النضال أكثر من أي صفة ثانية.

أن يتمكن سريع وادي زم والراسينغ البيضاوي من القبض على البطاقتين اللتين ترفعان الشأن وتقويان العزيمة من أجل مطاردة أحلام أخرى، في وجود أندية تفوقانهما إمكانات مادية ولوجيستيكية، فذلك تأكيد على أن كرة القدم لا تركن كثيرًا لمنطق التفاوتات المالية بخاصة عندما لا تحضر الحكامة الجيدة في تدبير هذه الفوارق، وذاك وشاح كفاءة يوضع على رأس الناديين معًا بعمقهما التاريخي وبحاضرهما الذي يزخر بالأحلام وبالتحديات.

ما بيني وبين عبدالحق ماندوزا، أشياء كثيرة لا يمكن أن أخفيها، كانت على الدوام حصنًا أتحصن به ضد كل ما يهب على المشهد من تخاريف وروايات تصاغ بخبث كبير للتشكيك في وطنية وشغف وارتباط ماندوزا بالراسينغ، النادي والمؤسسة والإرث الذي برع الرجل في صيانته.

ما إن تأكد صعود الراسينغ البيضاوي إلى البطولة الإحترافية الأولى بعد موسم عاصف ومرير، حتى كنت أتصل هاتفيًا بماندوزا لعلي أكون أول المهنئين من منطلق أني الصديق قبل الإعلامي، وعندما عجزت عن ذلك تركت له في علبة الرسائل ما يلي:

مساء الخير سيدي عبد الحقكنت أظن أن هاتفك سيمكنني من أن أوصل لك تهنئة من القلب على أن منّ الله على الراسينغ بالصعود لبطولة الكبار في أجل وأعظم، الذكرى المئوية للتأسيس، لكن لسوء حظي لم يكن في العلبة مكان لأودع التهنئة لأن المئات سبقوني وهذا من سوء حظي. 

هنيئًا من صميم القلب للعميد والشيخ الوقور والمتحدي الأكبر عبد الحق رزق الله، الرجل الذي يؤمن أن لا حق يضيع ووراءه طالب، والرجل الذي يؤمن أن الله إذا رزق عبدًا ما تمكن مخلوق من أن يضيعه عليه، مبروك ما تحقق للراسينغ وهو أهل له، وما ليس غريبًا أن يتحقق في وجود رئيس ومدرب وحضن مثلك

وبعد أن أطلع ماندوزا على الرسالة بادر على الفور بالاتصال، لأكتشف أن عبد الحق قد تحول لطفل صغير يتمنى لو يطير فرحًا، وما أجمل أن نبحث فينا بين الوقت والآخر عن الطفل الذي يذكرنا بالبراءة وبقدسية الحب الذي لا يباع ولا يشترى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الراسينغ وسريع وادي زم تعالوا نكتشف القمم الراسينغ وسريع وادي زم تعالوا نكتشف القمم



GMT 17:08 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

بطولتنا ضعيفة وبالدليل

GMT 10:30 2018 الخميس ,10 أيار / مايو

أهؤلاء يحبون الرجاء

GMT 08:43 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الجمباز المصري يواصل استعداداته لاستضافة البطولة الدولية

GMT 01:21 2016 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد شاغو يؤكد أن "الكوكب المراكشي" يسجل نتائج إيجابية

GMT 13:10 2015 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

"نهضة بركان" يعرض 500 مليون سنتيم لجلب المهاجم ندومبي

GMT 15:02 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

مولودية وجدة ينهي إستعدادته قبل مواجهة الوداد

GMT 16:30 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

رونار يتابع مباراة جنوب إفريقيا والكوت ديفوار

GMT 01:55 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ديسابر يشدد على نجاح تجربته التدريبية في مصر
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib