أعرفك.. وشم على نبض القلب، ونفحة من روح السماء!

أعرفك.. وأؤمن أنك، مذ كان بدء الخلق، كنت منا ولنا.. يا قدس.. وهذا بيان المحب لك، بيان الدم والروح والفداء يصدر مني، وقد كان قبل هذا الزمان صدر عن أبي، وقبلنا تمسك به أجداد السلالة الذين منهم تتداعى جينات خَلقي.
هذا بيان التعلق بالقدس وبفلسطين، ميثاق باقٍ.. وسيبقى.. أحرفه مكتوبة على أسطر الدماء والفداء والولاء لكل ذرة هناك.. وسيجيئ من بعدي، ابني، وبعده القادمون من أجيال صادقة ستحمل أمانة الوطن كابرا عن كابر، حتى يكون الخلاص والتحرير.
***
أعرفك.. وأحج إليك بالروح إذ ترنو لأنوارك، وبالقلب المشرّب بنبض تفاصيلك.. أحج إليك، كل لحظة، فأتلمس قداستك ودروبك وبيوتك، وأتقرب من حجارة أسوارك، وأعانق أهلك الصامدين فيك، وأصافح من يأتونك متقربين لك، متحدين الجنود والجدران التي حاصرتك، وأحضن بمحبة أولئك الذين أرغموا على الخروج منك وهم أهلك الذين ما نسوك ولا خذلوك.. هذا عهد أبدي، وميثاق الدم والروح مع القدس وفلسطين.. فطوبى للمتمسكين بهذا العهد، والعار ثوب خزيٍّ للذي يتخلى عنه.. هذا عهد أبدي..عهد أبدي!!