لندن - المغرب الرياضي
يخوض باريس سان جيرمان الفرنسي معركة مصيرية على أرض بايرن ميونيخ الألماني في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، باحثاً عن قلب خسارته ذهاباً في عقر داره بهدف نظيف، فيما يحل ميلان بطل إيطاليا ضيفاً على توتنهام الإنجليزي في إياب ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ومتسلحاً بانتصار على أرضه بهدف وحيد.
على ملعب «أليانز أرينا» تنتظر الجماهير مواجهة حماسية تحمل الكثير من الإثارة لأجل حسم بطاقة التأهل إلى دور الثمانية، ويصل سان جيرمان إلى معقل البايرن معلقاً الآمال على تألق نجميه كيليان مبابي والأرجنتيني ليونيل ميسي لقلب الموازين وتعويض خسارة الذهاب، علماً بأنه سيفتقد جهود النجم البرازيلي نيمار، الذي تأكد غيابه حتى نهاية الموسم بسبب إصابة في الكاحل.
ويضع الفريق الفرنسي في حساباته أيضاً الثأر للهزيمة المؤلمة التي تعرض لها أمام البايرن صفر - 1 في نهائي المسابقة، التي لم يذق طعم التتويج بها، في 23 أغسطس (آب) 2020 على «ملعب النور» في العاصمة البرتغالية لشبونة.ويتعين على بطل فرنسا التفوق على الفريق البافاري، لقلب خسارته ذهاباً بهدف لاعبه السابق كينغسلي كومان، بغية عدم الإقصاء مجدداً في الدور ثمن النهائي، على غرار العام الماضي عندما ودع أمام ريال مدريد الإسباني البطل.
وبعد إقصائه من مسابقة الكأس المحلية أمام غريمه مرسيليا، سيبقى للفريق المملوك قطرياً ساحة الدوري المحلي، حيث يتصدر بفارق مريح عن مرسيليا، بحال توديعه (اليوم) المسابقة القارية الأولى التي يلهث وراءها منذ أكثر من عقد. إقصاء سيعمق الضغوط على مدربه كريستوف غالتييه القادم هذا الموسم مع المدير الرياضي البرتغالي لويس كامبوس بوعد قيادة البطل الفرنسي لمنصة التتويج القاري.ويحلم مبابي، هداف مونديال قطر، بمنح سان جيرمان لقب دوري الأبطال لأول مرة، وهو إنجاز لم يتمكن من تحقيقه سوى مرسيليا في فرنسا مطلع تسعينات القرن الماضي.
لم يكن مبابي في لياقة جيدة عندما خسر نهائي 2020 أمام بايرن بهدف كومان أيضاً، لكنه يتحين الفرصة لحمل فريقه على كتفيه اليوم، وهو يعول على التمريرات القاتلة لزميله بطل العالم ليونيل ميسي الذي عرف المجد سابقاً مع برشلونة الإسباني.وكاد مبابي أن يدرك التعادل لفريقه عندما دخل بديلاً في لقاء الذهاب عندما سجل قبل سبع دقائق من النهاية لكن حكم الفيديو ألغى الهدف للتسلل.
وفيما عكر اتهام ظهيره المغربي الدولي أشرف حكيمي باغتصاب امرأة أجواء الفريق، عوض سان جيرمان ثلاث خسارات توالياً، بفوزه ثلاث مرات شهدت تسجيل مبابي خمسة أهداف وتمريرتين حاسمتين، لينفرد بلقب الهداف التاريخي للفريق الفرنسي برصيد 201 هدف ومتفوقاً بفارق هدف واحد على النجم الأوروغوياني إدينسون كافاني.ورغم تألق مبابي وميسي في الشق الهجومي، يشعر جمهور سان جيرمان بالقلق من المستوى المهزوز للحارس الإيطالي الدولي جانلويجي دونّاروما وركائز خط الدفاع.
وارتكب دونّاروما هفوات في المباريات الأخيرة لن تكون مقبولة في لقاء اليوم، حيث لم يكن خروجه موفقاً ضد نانت في الدوري الفرنسي السبت في المباراة التي فاز بها فريقه 4 - 2، ويتحمل مسؤولية الهدفين اللذين دخلا مرماه. ويحمله البعض أيضاً مسؤولية هدف بايرن ميونيخ ذهاباً في مرماه، الذي سجله لاعب سان جيرمان السابق كينغسلي كومان. ومن المؤكد أنه يتعين على دفاع سان جيرمان عدم السماح لمهاجمي بايرن ميونيخ بالوصول إلى شباك دونّاروما، وتحديداً الكاميروني إريك ماكسيم تشوبو - موتينغ، الذي سجل في آخر ثلاث مباريات لفريقه.لكن دونّاروما (24 عاماً) لا يشعر بالضغوط إطلاقاً، وقال في هذا الصدد: «عندما أخطئ لا أفكر في الأمر سوى عدة ثوانٍ، بعدها عليك أن تعمل على تحسين تفكيرك وتركيزك من أجل إكمال المباراة في أفضل صورة، وإلا فإنك تعدم نفسك».
وكان اهتزاز مستوى الحارس الإيطالي هذا الموسم وراء طرح تساؤل عن صحة قرار الجهاز الفني في الإبقاء عليه أساسياً على حساب الكوستاريكي المخضرم كيلور نافاس المنتقل في السوق الشتوية إلى نوتنغهام فورست الإنجليزي على سبيل الإعارة. يذكر أن نافاس كان هو البطل قبل سنتين عندما وقف سداً منيعاً على ملعب «أليانز أرينا»، عندما عاد سان جيرمان بفوز ثمين 3 - 2 من معقل البايرن قادت سان جيرمان للتأهل إلى نصف النهائي برغم خسارته إياباً على ملعبه 0 - 1.
في المقابل، يمر بايرن بفترة جيدة، مع انفتاح شهية التسجيل لمهاجمه الكاميروني إريك ماكسيم تشوبو - موتينغ صاحب أربعة أهداف في آخر سبع مباريات وخمسة من المتألق كومان، علماً بأن الأخيرين حملا سابقاً ألوان سان جيرمان.وعزز البايرن، الذي يخوض معركة طاحنة مع بوروسيا دورتموند على صدارة البوندسليغا هذا الموسم، صفوفه بالمهاجم السنغالي ساديو ماني وقلب الدفاع الهولندي ماتيس دي ليخت، بعد تعافيهما من الإصابة.ويدرك مدربه الشاب يوليان ناغلسمان، أن الخروج المبكر من المسابقة القارية المتوج بلقبها 6 مرات، لن يعوضه التتويج المحلي، رغم المنافسة الشرسة مع دورتموند المتساوي معه بعدد النقاط.
وبعد فوزه الصعب على شتوتغارت السبت (2 - 1)، أمّل ناغلسمان (35 عاماً) أن تكون مباراة سان جيرمان هي المقياس لتطور أداء فريقه وليس «النتيجة» فقط.وأغلق ناغلسمان باب غرف الملابس على لاعبيه، مشدداً على أهمية المباراة ضد سان جيرمان، وأوضح: «قلت لهم إننا سنخوض مباراة مهمة جداً أمام منافس صعب من بين الأقوى في أوروبا».وأقصي بايرن مرة وحيدة في العقد الأخير قبل ربع النهائي (في 2019 ضد ليفربول الإنجليزي)، علماً بأنه الفريق الثالث من حيث التتويج وراء ريال مدريد الإسباني (14) وميلان الإيطالي (7).
وفي لندن، يبحث توتنهام عن قلب خسارته ذهاباً على أرض ميلان الإيطالي بهدف. ويدرك ميلان أن الفوز بهدف واحد ليس كافياً للاطمئنان، لكن عليه القتال للحفاظ على هذا الهامش للعبور للدور التالي، وأيضاً لإنقاذ موسمه الذي بات على المحك عقب تعرضه لخسارة مفاجئة في الدوري الإيطالي أمام فيورنتينا ليتراجع للمركز الخامس. ولا تبدو حال منافسه الإنجليزي أفضل، إذ سقط توتنهام على أرض ولفرهامبتون، السبت، وبات المركز الرابع (الأخير المؤهل لدوري الأبطال) مهدداً من ليفربول الخامس الذي يتأخر عنه بثلاث نقاط مع مباراة مؤجلة.
ويعول مدرب ميلان ستيفانو بيولي، على استعادة مهاجمه البرتغالي رافائيل لياو مستوياته السابقة، لإنقاذ موسمه، حيث يبتعد 18 نقطة عن نابولي المتصدر والمتجه نحو لقبه الأول في الدوري المحلي منذ أكثر من ثلاثة عقود.ورغم أن الجناح الدولي ابن الـ23 عاماً لم يظهر بالمستوى الرائع الذي قدمه قبل مونديال قطر نهاية العام الماضي، إلا أنه سيجلب جرعة ثقة إضافية والمزيد من التهديد لهجوم بدا من دون «أسنان» وعاجزاً أمام فيورنتينا.
في المقابل، يعود المدرب الإيطالي أنطوني كونتي، لقيادة توتنهام، بعد غياب أربع مباريات لخضوعه لجراحة استئصال المرارة في إيطاليا، بينها الخسارة أمام شيفيلد يونايتد من المستوى الثاني 0 - 1 في الدور الخامس من كأس إنجلترا.ولم يحرز توتنهام أي لقب منذ 2008، وحتى قدوم مدرب من طراز كونتي لم ينجح في إعادته إلى سكة الألقاب.وفيما شكك كونتي بسياسة انتقالات رئيس النادي دانيال ليفي، تعرض المدرب لانتقادات المشجعين، نظراً لتكتيكه المتحفظ وتبديلاته المستغربة.ويحتاج فريق شمال العاصمة لرفع معنوياته قبل لقاء الرد أمام ميلان، وقال الويلزي بن ديفيز ظهير توتنهام، «لقد غاب كونتي منذ فترة، لكن لدينا مباراة كبيرة بدوري الأبطال من المهم وجوده معنا».أما مساعده كريستيان ستيليني، الذي لعب دوره في ظل غيابه، فقال: «أنطونيو سيشكل دفعاً قوياً لنا حتى نهاية الموسم. أظهر الفريق حماسه للفوز والسيطرة على المباريات».
قد يهمك ايضاً