ميونيخ – منى الفضل بعد سنوات انحصرت فيها المنافسة على ألقاب أفضل اللاعبين في أوروبا والعالم بين الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الأسباني والبرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الأسباني ، يبدو أن العام 2013 سيشذ عن هذه القاعدة، وسيكون نقطة تحول في الصراع على الألقاب الشخصية في عالم كرة القدم. وفرض ميسي هيمنته على هذه الألقاب في السنوات الأربع الماضية خاصة مع فوزه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم على مدار السنوات الأربع الماضية على التوالي مع وجود منافسة شرسة من كريستيانو، ودخول أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز نجمي برشلونة على استحياء في هذا الصراع الثنائي.
ولكن الأيام القليلة الماضية شهدت تحولا في هذا الاتجاه قد يسفر عن تغير أكبر في نهاية العام الحالي.
وكان بطل هذا التحول، هو النجم الفرنسي الدولي فرانك ريبيري صانع ألعاب بايرن ميونيخ الألماني والذي توج ملكًا لأوروبا، بإحرازه جائزة أفضل لاعب بأوروبا في الموسم الماضي متفوقًا على ميسي ورونالدو.
ومن بين 53 صحافيًا ، واحد عن كل اتحاد أهلي لكرة القدم في أوروبا ، حصل ريبيري على 36 صوتًا مقابل 14 صوتًا لميسي وثلاثة أصوات فقط لرونالدو.
وأعلن الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) عن فوز ريبيري بالجائزة في الحفل الذي أقيم الخميس في مونت كارلو، وذلك بعد ثلاثة شهور فقط من فوز اللاعب مع بايرن بالثلاثية التاريخية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا).
وساهم ريبيري بالأداء الرائع له الموسم الماضي في فوز بايرن بالثلاثية، قبل أن يحقق الجمعة لقبًا جديدًا مع الفريق بإحراز كأس السوبر الأوروبي بعد التغلب على تشيلسي الإنكليزي.
ومن خلال الألقاب الأربعة والأداء المتميز الذي واصل ريبيري تقديمه في الأسابيع الأولى من الموسم الحالي ، يبدو اللاعب مرشحًا لمزيد من الجوائز الشخصية في نهاية العام الحالي، ومنها جائزة الكرة الذهبية ليكسر احتكار ميسي لهذه الجائزة.
وبينما غاب رونالدو عن حفل اليويفا الخميس، تجنبًا لفقدانه الجائزة مثلما حدث في 2011 و2012 ، حرص ميسي على تقديم التهنئة لريبيري الذي استحق الجائزة عن جدارة.
وقال ريبيري 30 عامًا، بعد تسلمه الجائزة من مواطنه ميشيل بلاتيني رئيس اليويفا، "هذه الجائزة فخر كبير لي، أشعر بسعادة طاغية".
وأكد ريبيري أنه "لم يكن ليحقق هذا اللقب لولا مساندة الفريق وجهده"، وقال "أود أن أشكر الجميع في بايرن ميونيخ والمشجعين وزوجتي وأطفالي، إنها لحظة خاصة للغاية".
كما توالت التهاني على اللاعب من زملائه في بايرن قبل أن يخوض الجميع مباراة السوبر الأوروبي مساء الجمعة، ليحقق بايرن إنجازًا جديدًا، يضاف لخزائن النادي البافاري من ناحية، وليسجل نجاحات ريبيري من ناحية أخرى.
وحصل ريبيري على جائزة أفضل لاعب في مباراة السوبر الأوروبي. وقال "نحن سعداء جدا للفريق، ولاسيما للمدرب (الأسباني غوسيب غوارديولا) ، هذا اللقب كان مهما جدا بالنسبة له لأنه كان في مواجهة جوزيه مورينيو (مدرب تشيلسي)".
وأشار ريبيري إلى أنه"في الموسم الماضي فزنا بكل شيء، مما يفرض ضغوطًا على المدرب الجديد، وبالتالي كان من المهم بالنسبة لنا أن نفوز، غوارديولا مدرب جيد حقًا بالنسبة لنا".
وجاءت جائزة ريبيري وفوز بايرن بالسوبر الأوروبي، بمثابة نجاح جديد لكرة القدم الألمانية في العام 2013، إذ شهد العام نفسه نهائيات ألمانيا خالصًا للمرة الأولى في تاريخ بطولة دوري الأبطال، عندما فاز بايرن على بوروسيا دورتموند باستاد "ويمبلي" في العاصمة البريطانية لندن خلال آيار/مايو الماضي.
وأصبح ريبيري عاشر لاعب من الدوري الألماني (بوندزليغا) يتوج بجائزة أفضل لاعب في أوروبا وهو خامس لاعب فرنسي يفوز بالجائزة ليسير على درب بلاتيني والأسطورة زين الدين زيدان.
وقدم ريبيري في الموسم الماضي ما أنعش به مسيرته الكروية التي كادت فضيحته السابقة مع إحدى العاهرات تدمرها تمامًا، كما شهد العام 2010 نقطة سوداء في مسيرة اللاعب الكروية بعد مشاركته الفعالة في تمرد لاعبي المنتخب الفرنسي على مديرهم الفني السابق ريموند دومينيك خلال مشاركة الفريق في كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.
وسجل ريبيري في الموسم الماضي 11 هدفا في مختلف البطولات بفارق هائل عن ميسي الذي سجل 60 هدفًا في الموسم المناضي ولكن التقييم لجائزة أفضل لاعب في الموسم الماضي اعتمد على مجمل أداء اللاعب من ناحية، والألقاب التي أحرزها مع فريقه.
وإذا استمر ريبيري في الأداء نفسه ، وسط تراجع مستوى ميسي بسبب الإصابة، ينتظر أن يكون النجم الفرنسي هو المرشح الأقوى لجائزة الكرة الذهبية في حفل "الفيفا" الذي يقام في مدينة زيوريخ السويسرية في 13 كانون الثاني/يناير 2014 .